فاطمة البابا .. أيقونة عمل إنساني برتبة ملاك !

 



فاطمة البابا .. أيقونة عمل إنساني برتبة ملاك !

من لم يعرفها إبان جائحة كورونا، ملاك رحمة ويداً مداويةً ، اكتشفها لاحقاً رائدة عمل تطوعي إجتماعي وانساني من خلال جمعية "أعمالنا".. واكتشفها مؤخراً حاضنة لأهل الجنوب الذين اضطرتهم ظروف الحرب الاسرائيلية على لبنان للخروج من بيوتهم وبلداتهم وقراهم قسراً ، فوجدوا لديها الملاذ والرعاية بمختلف اشكالها..

كانت تتنقل بين العائلات النازحة في مراكز "حسينية صيدا ودار اليتيم العربي وقصر العدل القديم "، ساعية لتأمين احتياجاتهم ، تواكب الكبير والصغير ، تخفف عن هذا وتفرج عن ضيق ذلك ..

هي فاطمة البابا ، المديرة التنفيذية لـ"جمعية أعمالنا " التي يرأسها القنصل حامد ابو ظهر ، هي الصيداوية الولادة والقيم ، الجنوبية الهوى، اللبنانية الهوية والإنتماء، الإنسانية الشغف ، العابرة للقلوب .. تداوي بمبادرة وابتسامة، انساناً متألماً لفراق أهل وبيت وبلد وأرض، تجبر خاطر نفس مكسورة وتنعش بعض أمل في قلب يائس محزون ، تجمع بكلمات هادئة مواسية ومصبّرة ، شتات فكر تائه أمام واقع قاس وأليم ..

صاحبة قلب كبير يحتوي بحبته كل انسان ، ويغمر بإنسانيته كل صاحب حاجة ، ويرتقي بتواضعه الى مسح دمعتي طفلة تبكي حالها وحال عائلتها.. فتحيل دموعها وروداً ملونة على وجه ملائكي .. والى مواساة أم قدمت شهيداً او اكثر ، أو التخفيف عن عائلة تجرعت كأس التهجير والمعاناة بعدما دمر العدو الاسرائيلي بيتهم ، أو تقدم العلاج لمريض أو تقديم الرعاية المناسبة لذوي الحالات الخاصة ، او اغاثة واحتضان سيدة وطفلتها الرضيعة بعدما ولدت في سيارة اسعاف ..

كانت تلازم مراكز استقبال النازحين وتمضي فيها وقتاً أكثر مما تمضيه في بيتها، لا تركن الى راحة او استرخاء ولا الى يأس أو احباط او تعب ، ولا يؤخرها مرض أو اعياء عن متابعة عملها ورسالتها الملائكية.. كأنها في سباق مع نفسها ومع الوقت فتسبقه بقدرتها على تحريك مياه النفوس الراكدة تحت وطأة النزوح ، تحتار ماذا تقدم لهم.. وكيف تملأ اوقاتهم نشاطاً وحركةً وبهجةً ومشاركة في اعداد طعام او التحضير لجلسة نقاش وسمر وحديث عن البلدة او القرية التي أُخرجوا منها قسراً.. وهاهم يعودون اليها بعد اكثر من شهرين مرفوعي الرأس ومحفوظي الكرامة، ويحملون من الأمكنة التي استقبلتهم ذكريات اوقات خففت عنهم قسوة النزوح وظروف العيش بعيداً عن الأهل والدار والديار .

سيبقى يذكرك بالخير كل صغير وكبير ، وكل امرأة وشيخ وطفل ، ممن وصلتِ النهار بالليل تقومين وتسهرين على تأمين احتياجاتهم .. سيذكرك منهم من ابناء الضهيرة ويارين والقليلة وطيردبا وسلعا .. وأبناء بنت جبيل وحانين والطيري وعيتا الشعب وغيرها من بلدات وقرى الجنوب التي اتسع لأهلها قلب " أعمالنا" والقيمين عليها قبل المراكز التي كانت تشرف عليها.

لتكتمل الحكاية التي خطّتها "مبادرات أعمالنا" بإدارة فاطمة البابا بأحرف من نور في سجل العمل الإجتماعي والإنساني وتتوجها اليوم بقيادتها لجمعية أعمالنا بثقة كبيرة من رئيسها القنصل حامد ابو ظهر .

وكيف لا ، وهي ..

صاحبة عقل منفتح الأفق يتسع لتقبل كل رأي ووجهة نظر ، وقادر على معالجة أية اشكال، بكلمة .. وابتسامة .. حتى في غمرة الإنغماس في تأدية ما تعتبره واجباً انسانياً ووطنياً .. ابتسامة تسلم عليك قبل صاحبتها وتعكس لدى من تلتقيه ارتياحاً نفسياً وشعوراً بالمؤانسة والألفة في ذروة شعوره بالغربة والوحدة ..

فاطمة البابا .. أيقونة عمل إنساني برتبة ملاك ..

أمس الأول نقلت فاطمة البابا الى مركز لبيب الطبي اثر وعكة صحية مفاجئة ألمت بها ، حيث خضعت للعلاج المناسب وبدأت بالتماثل للشفاء .

 وتلقت البابا اتصالات هاتفية مطمئنة الى صحتها كان ابرزها من امين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد الذي تمنى لها الشفاء العاجل .

وعادها في المستشفى، رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع ووفد من تجمع المؤسسات  الأهلية وعدد من الشخصيات الى جانب أسرة جمعية "أعمالنا "















.


تعليقات

إرسال تعليق

jihad abou sido

jihad abou sido
تملك اليوم في صيدا الوسطاني! +96170222068

المشاركات الشائعة

عودة الكلاب الشاردة الى شواع وأحياء صيدا

بعد دهسه عنصراً من قوى الأمن في بيروت .. بيان لعائلة خليل سبليني

| السجين الذي بثت CNN لحظة تحريره... الحقيقة مختلفة تمامًا!

أين هرب بشار الأسد ؟

العثور على الشاب إيلي فارس مقتولاً داخل صندوق سيارته في منطقة مشروع جبور- الرميلة في خراج قضاء زغرتا