كتبت المحللة السياسية المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط إيفا كولوريوتي على حسابها على تويتر تقول:
مجموعة تغريدات باللغة العربية أتحدث من خلالها عن وصول إبراهيم رئيسي لرئاسة ايران من جهة و عن قرار واشنطن بسحب جزء من قواتها و معداتها من الشرق الأوسط.
ها قد انتهت الانتخابات الرئاسية الإيرانية بنتائج متوقعة بانتصار ساحق لإبراهيم رئيسي بنسبة ٦٢ % مع نسبة مشاركة أقل من المتوسطة وصلت ل ٤٨.٨ % بالرغم من دعوات خامنئي للتصويت و الذي اعتبرها معركة ضد الأعداء في الخارج.
إبراهيم رئيسي ذو التوجه المحافظ و المقرب شخصياً من خامنئي و المتهم من قبل العديد من المنظمات الدولية و الحقوقية بدوره بإعدام الآلاف من المعارضين الايرانيين بالإضافة لدعمه فكرة تصدير الثورة الإسلامية كأولوية في خطط طهران الخارجية .
و بانتهاء هذا الفاصل المسرحي المعد مسبقاً نكون أمام عدد من الاسئلة التي تهمنا كمراقبين بشؤون الشرق الأوسط أهمها الاتفاق النووي القديم الجديد و دور ايران في الشرق الأوسط بالإضافة لمستقبل علاقات الايرانية الغربية ؟
برأيي أن الإتفاق في فيينا هو مسألة وقت لا أكثر فقد تم حل جميع الخلافات التقنية مسبقاً بينما هناك رغبة أمريكية للتوقيع عليه مبكراً في ظل رغبة ايرانية لتأخير الإعلان عنه لحين تولي إبراهيم رئيسي منصبه منتصف أوغسطس القادم كأولى انجازاته أمام الناخب الايراني .
أما عن مستقبل الدور الإيراني في الشرق الأوسط في ظل عودة المحافظين للقيادة في طهران فالواقع هو أن هذا الحدث أتى بالتوازي مع قرار آخر صدر في واشنطن من خلال إعلانهم سحب لجزء من قواتها و معداتهم من الشرق الأوسط... خطوة لها ما بعدها.
هذا القرار الأمريكي و الذي اعتبر مفاجئة من حيث التوقيت و المشهد العام في المنطقة قد تم تفسيره من قبل مسؤولين أمريكيين كونه خطوة تكتيكية مرتبطة بتحركات روتينية لوزارة الدفاع الأمريكية و إدارتها الجديدة إلا أني أرى لها تفسير جيوسياسي.
واشنطن بقيادة الديمقراطيين و مع توصلهم لتوافق بالملف النووي مع ايران و توافقات مبدئية مع طهران تشمل ملفات العراق و سوريا و اليمن و لبنان فإن إدارة بايدن تريد التركيز أكثر على شرق آسيا (الصين )و شرق أوروبا (روسيا )كأولوية .
في هذه الأثناء تستمر الهجمات الصاروخية و عبر الطائرات المسيرة لميليشيا الحوثيين و لميليشيا عراقية ضد السعودية من جهة ، و استمرار التمدد الايراني العسكري و الإيديولوجي في سوريا ، و تعطيل حزب الله لتشكّل أي حكومة لبنانية بالتوازي مع استمرار سيطرة الميليشيا على القرار في بغداد .
فإن هذه الخطوة الأمريكية قد تعتبر بمثابة ضوء أخضر لإيران و إدارتها الجديدة نحو هيمنة أكبر في المنطقة من جهة ، و إعادة تفعيل ما يسمى بمشروع " تصدير الثورة الاسلامية " نحو دول أخرى في الشرق الأوسط .
ضمن هذا المشهد السوداوي فإنه يمكن القول أن الأشهر القادمة بالرغم من كونها ستحمل نوع من الهدوء الحذر إلا أنها ستكون بمثابة فاصل لإعادة ترتيب الأوراق نحو عاصفة جديدة ستهب على المنطقة لاحقاً .
تعليقات
إرسال تعليق