اعتُبرت بربارة في الثقافة المسيحية الشعبية واحدة من المساعدين المقدسين الأربعة عشر واعتُبرت شفيعة الحمى والموت المفاجئ.
تقول الروايات المسيحية أن بربارة ولدت في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة نيقوميدية تركيا، وكانت الابنة الوحيدة لوالدها ديوسقوروس الوثني الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش والجاه.و أن بربارة تحوّلت إلى المسيحية بعدما راسلت أوريجانس أستاذ مدرسة الإسكندرية. وبعدما علمَ والدها بذلك، طلب من الحاكم أن يأذن له بقطع رأسها بيده، فسمحَ لهُ بقتلها. ويعتقد أنّ بربارة عاشت في القرن الثالث للميلاد، لكنّ الاحتفال بذكرها لم يبدأ إلا في القرن السابع. ويسود خلاف حول مكان ولادتها، إذ تفيد بعض المرويات الشعبيّة أنّها ولدت في مدينة بعلبك الواقعة في لبنان اليوم، في حين يرى آخرون أنّها ولدت في مدينة نيقوميديا الواقعة في تركيا حالياً. ويعتقد أهالي قرية عامود الفلسطينية في الضفة الغربية، إنّ القديسة بربارة مدفونة في دير من أديرة القرية، حيث يضيئون لها الشموع كلّ عام.
وفي التفاصيل تقول القصّة، إنّ بربارة كانت ابنة نبيل روماني، عرف بثرائه، وبتعصّبه لوثنيته. ولأنها كانت على قدر عالٍ من الجمال، خاف والدها عليها من العيون، فبنى لها برجاً عالياً، حبسها فيه معظم طفولتها وشبابها، وكان الخدم والمعلّمون يزورونا لتزويدها بالطعام وتدريسها.
من برجها المسوّر العالي، المحاط بالحرس، اكتسبت بربارة عادة تأمّل الطبيعة، ودورة الفصول، وحركة الشمس والقمر، فخلصت إلى قناعة ذاتية بأنّ الخالق لا يمكن أن يكون من الأصنام التي يعبدها أهلها.
ولأنّ أحد مدرّسيها كان مسيحياً، عرفها على الانجيل، وقررت أن تنال المعمودية بالسرّ، وتكريس حياتها للمسيح، فصارت ترفض عروض الزواج.
رفض بربارة الزواج، أحرج والدها أمام نبلاء قومه، فحاول أن يضغط عليها، وبدأ يشكك بتأثير المعتقدات المسيحية عليها. وعندما صارحته بإيمانها، حاول قتلها، فهربت منه وصارت تركض في الحقول والبراري.
وللاختفاء عن عيون والدها وحراسه، صارت بربارة تلف نفسها بالملابس الممزقة، وتلوّن وجهها، واحتمت بين سنابل القمح الناضجة.
لكنّ أحد الرعاة تعرّف إليها، بسبب يديها الجميلتين، وعينيها الثاقبتين، كما تقول الأغنية الفلكلورية: "هاشلة بربارة مع بنات الحارة، عرفتها من عينيها ومن لمسة ايديها، ومن هاك الأسوارة". في النهاية، يلقي والدها القبض عليها، ويجرّدها من ملابسها ويجلدها أمام الناس.
وبعد جولات تعذيب عدّة، لم تتخلّ بربارة عن ايمانها، بل كانت جراحها تشفى في كلّ مرّة. عندها لجأ والدها إلى الحاكم الذي أمر بقطع رأسها. طلب والدها تنفيذ الحكم بنفسه، واستعدّ لقطع رأس ابنته. عندها هبّت لنجدتها شابة أخرى، تدعى يوليانة، تأثرت بها، فأعلنت ايمانها بالمسيح. فقتلت الاثنتان معاً، وتعتبران شهيدتين من شهداء الكنيسة الأولى. بالنسبة للمسيحيين في بلاد الشام، يشكّل عيد البربارة إيذاناً ببدء موسم الميلاد، فمن العادات البدء بتزيين شجرة العيد بعد انقضاء ليلة البربارة، إلى جانب زرع بذور العدس والحمص وحبوب أخرى في أوانٍ صغيرة، لكي تنمو منها براعم خضراء.
تعدّ بربارة شفيعة المصابين بالأمراض الوبائية، و"يستجير بها المعرّضون لخطر الصواعق، لأنّ أباها عوقب فقتل بصاعقة بعد ذبحها. كذلك يستعين بها ذوو المهن الخطرة، كفرق المدفعية في الجيش وصنّاع الأسلحة وعمال المناجم والبناؤون والنجارون"، بحسب موقع "بطريركية انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس"
تعليقات
إرسال تعليق